للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= العجب تواطؤهم على امتناع النسخ على الله فيما شرعه لعباده؛ لئلا يلزم منه البداء، ثم يقولون: إن الله ندم وبكى على الطوفان، وعض أنامله حتى رمدت عيناه، وعادته الملائكة. اهـ.
والأدهى من ذلك والأمر زعمهم أن الله سبحانه خشي أن يأخذه الغضب ثانية فاتخذ ما يذكِّره:
جاء في سفر التكوين ٩/ ٨ - ١١: وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا: وهأنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم، ومع كل ذوات الأنفس الحسية التي معكم الطيور والبهائم .. أقيم ميثاقي معكم، فلا ينقرض كل ذي جسد أيضا بمياه الطوفان، ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض.
٩/ ١٣ - ١٧: وقال الله: هذه علامة الميثاق إلى أجيال الدهر: وضعت قوسي في السحاب، فيكون متى أنشر سحابا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية. فلا تكون أيضا المياه طوفانا. فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا.
وقد جاء في أسفار العهد القديم نصوص أخرى تنسب إلى الله الندم والبداء. منها ما يلي:
جاء في سفر الخروج ٣٢/ ٩ - ١٤: وقال الرب لموسى: رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم. فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال: لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك .. ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك .. فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه.
والطريف في هذا النص أن موسى -عليه السلام- وهو المعروف بحدة الطبع، جعلوه أحلم من ربه؛ ولذلك لم يتركه يفنيهم، بل هدأ من =

<<  <   >  >>