للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= اللغوي هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي. وإلا فما المجاز في مصارعة الله ليعقوب حتى الفجر، وإعيائه من ذلك، وطلبه من يعقوب أن يتركه، وامتناع يعقوب من تركه إلا بعد أن يباركه؟ ما وجه المجاز هنا وما وجه الحقيقة؟! اتسع الخرق على الراقع. ولو أنك رأيت أسفار التلمود لرأيت عجبا من وصفها لله سبحانه بكثير من صفات الحوادث والنقص، من بكاء وعض أصابع ورمد وغفلة عن مختبئ يستمع إلى النياحة ونحو ذلك، ووصف لجسم الإله وضخامة أعضائه وغير ذلك كما في سفر توما.
أما النصارى -وهم يعتقدون بهذه التوراة وسائر كتب الأنبياء، ويسمونها العهد القديم- فيزعمون أن الله سبحانه أعلن ذاته للإنسان في التوراة بوسائل مختلفة؛ لكي يدعوه إلى الإيمان به والعمل بوصاياه وانتظار الخلاص الذي هيأه له -أي بصلب المسيح كما يدعون- وقد تنوعت مظاهر إعلانه لذاته؛ فكان بعضها مباشرا، بأن يظهر للإنسان ويخاطبه في هيئة بشرية، وفي أثناء يقظته، أو في حلم في أثناء النوم. وكان بعضها الآخر غير مباشر بأن يرسل إليه ملكا يتراءى له ويخاطبه، أو يرسل إليه نبيا يوحي إليه بما يشاء من أوامر ونواه. اليهود لزكي شنودة ص٣٦٩ - ٣٧٠.
وأنت ترى أنهم أعظموا الفرية على الله بادعائهم أنه تجسد فرآه بعض الناس بأعينهم وصارعه يعقوب. قال سبحانه: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: ٥١].
قال زكي شنوده في كتابه ص٤٠٨: أراد الله أن يكون كلامه إلى اليهود قريبا من أفهامهم، فتنازل وخاطبهم باللغة التي يفهمونها، وأراد أن =

<<  <   >  >>