للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حفظ التوراة فرضا ولا سُنة، بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلا من التوراة١.


١ لمحة تاريخية عن التوراة والأدوار التي مرت بها:
بعد وفاة موسى -عليه السلام- خلفه يشوع -يوشع- بن نون في قيادة بني إسرائيل. فعبر بهم نهر الأردن واستولى على فلسطين -كما في سفر يوشع- ثم قسم الأرض بين الأسباط ما عدا سبط لاوى الذي اختص بالخدمة الدينية، واختص منه أبناء هارون بالكهنوت، فلم يفرز له نصيبا مستقلا من الأرض. لكنه خصص لهم بعض المدن من نصيب كل سبط ليسكنوا فيها ويقوموا بالخدمة الدينية لدى الأسباط جميعا -كما في البابين الثالث عشر والرابع عشر من سفر يشوع.
التوراة إبان حكم القضاة:
بعد موت يشوع ظل الشعب بأسباطه مقيما في تلك الجهات بين الشعوب المحيطة بهم. وكان ذلك الجيل على شاكلة آبائه، يعبد الرب وحده؛ وذلك لما رأوا من الآيات العظام. سفر القضاة الأول ٢/ ٧.
ثم قام من بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب. بل عمل الشر، وعبد آلهة الشعوب الذين حوله. فسلط الله عليهم أعداءهم فنهبوهم ونالوا منهم، ولم يقدروا على الوقوف أمامهم. القضاة الأول ٢/ ١٠ - ١٥.
ولما ضاق بهم الأمر أقام لهم الرب قضاة ليخلصوهم من ناهبيهم. وكان الرب مع القاضي، فخلصهم من أعدائهم كل أيامه. ولكنهم كانوا يرتدون بعد موت كل قاضي، ويفسدون أكثر مما أفسد آباؤهم. فتخلى الله عنهم، ولم يدفع عنهم أعداءهم. القضاة ٢/ ١٦ - ٢٠.
وفي إحدى المعارك مع الفلسطينيين انكسر الإسرائيليون وقتل منهم نحو أربعة آلاف رجل. فاستنصروا بتابوت عهد الرب وأخذوه معهم وهم يهتفون هتافا عظيما. فانكسروا ثانية وهربوا. وكانت الضربة عظيمة جدا؛ سقط منهم ثلاثون ألف رجل وأخذ منهم التابوت. صموئيل الأول ٤/ ١ - ١١. =

<<  <   >  >>