للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= من عنده سفر من التوراة، أو يؤدي مراسيم الشريعة، وكان التفتيش مستمرا، والقتل يجري كل شهر علنا، واستمر الأمر على هذه الشاكلة ثلاث سنوات ونصف كما هو مفصل في تاريخهم ولا سيما تاريخ يوسيفوس اليهودي، فكيف تبقى التوراة وسائر الأسفار سليمة بعد هذا كله؟! وإذا كان ثمة نسخة استطاع شخص ما إخفاءها في بلاد اليهود أو خارجها، فإن بقاءها أمر احتمالي. وهبها بقيت، فإنها مظنة التحريف والتبديل بسبب انعدام السند في النقل عندهم. إظهار الحق ١/ ٣٢٧ طبعة المغرب.
التوراة إبان حكم المكابيين:
في تلك الأيام خرج كاهن يهودي اسمه متاتيا من القدس وسكن في مدين مع بنيه الخمسة متألمين مما حل بقومهم. وذات مرة رأى يهوديا يقدم ذبيحة لآلهة اليونان فوثب عليه وقتله مع مندوب الملك، ثم هرب مع بنيه إلى الجبال، ثم تبعهم عدد من اليهود، وأصبحوا مصدر إزعاج للحكام. سفر المكابيين الأول ٢/ ١ - ٤٨.
وبعد موت متاتيا خلفه ابنه يهوذا الملقب بالمكابي فالتف حوله إخوته وأنصار أبيه. وقام بعدة عمليات في مدن اليهود، فازداد أنصاره وقويت مكانته، فأوقع باليونانيين هزائم متلاحقة -كما في الباب الثالث والرابع من السفر نفسه- إلى أن تمكن بعد ذلك من الاستيلاء على القدس والوصول إلى جبل صهيون، فأزالوا معالم الوثنية وأعادوا الهيكل من جديد. منه ٤/ ٣٦ - ٦١.
وما زال يهوذا في صراع مع اليونان ثم مع الرومان، وكذلك خلفاؤه من بعده إلى أن اقتحم الرومان عام ٦٣ ق. م القدس، ودخلوا الهيكل حتى وطئوا قدس الأقداس، وأخذوا الملك وأولاده أسرى معهم إلى روما عام ٦٣ ق. م تقريبا، وأقاموا له خليفة. =

<<  <   >  >>