في عام ٣٧ ق. م اقتحم الرومان القدس ثانية بعد تمرد يهودي، فقتلوا آخر ملوك المكابيين، وأشاعوا في المدينة القتل والدمار. وانتقلت السلطة بعد ذلك بأمر الرومان إلى يهودي من أصل أدومي، اسمه "هيرودس". فعمل لاسترضاء اليهود، وبنى لهم هيكلا على نسق هيكل سليمان. لكنهم ظلوا على كراهيتهم له؛ لأنه ليس من أصل يهودي صرف، فنكل بهم أشد تنكيل. وبعد موته وقع خلاف بين أولاده، وتظلم الشعب لدى الإمبراطور الروماني منهم، فما كان منه إلا أن عين واليا رومانيا على بلاد اليهود عام ٦م. وفي سة ٢٦م عين الإمبراطور الروماني طيباروس حاكما على بلاد اليهود اسمه "بيلاطس". وفي عهده طلب مجلس الكهنة إعدام المسيح -عليه السلام- ولكن هموا بما لم ينالوا. اليهود لزكي شنودة ص١٥٦ - ١٥٩ وص١٦٢ - ١٦٥ و١٨٦ - ١٨٧ و١٩٠ - ١٩١ و٢٠٣ - ٢٠٤ و٢٠٦، الشرائع الدينية ص٦٥ - ٦٦، اليهود لأحمد شلبي ص٩٣ - ٩٤. ولا شك أن التوراة خلال ذلك كله إنما هي التوراة المظنونة أو النقول المتبقية بعد الاضطهادات في زمن اليونان. ولم يلبث الرومان أن ضاقوا ذرعا بتمرد اليهود وكيدهم ومكرهم ودسائسهم، فأرسلوا إليهم عام ٧٠م جيشا ضخما بقيادة "فسباسيان"، فحاصر القدس وضيق عليهم الخناق. وفي هذه الأثناء انتخبه الجيش امبراطورا، فعاد إلى بلاده، وخلفه في قيادة الجيش ابنه "تيطس". فواصل الحصار حتى اقتحم المدينة، وأشاع فيها القتل والدمار، وأضرم النار في الهيكل بعد أن سلب ما فيه. ثم طفق يتتبع اليهود مصمما على =