ومن المعلوم أن من يتعلم من غيره، إما أن يأخذه تلقينا وحفظا منه، وإما أن يأخذه من كتابه. ومحمد -صلى الله عليه وسلم- لم يتعلم شيئا من أحد في حضر أو سفر بشهادة قومه المعادين له، ولم يكن يقرأ شيئا من الكتب لا نسخا ولا حفظا؛ لأنه أمي. الحواب الصحيح ١/ ١٤١ و٤/ ٣٤، إظهار الحق ٢/ ٥١ - ٥٢، الكشاف للزمخشري ٢/ ٤٩٨. ومن الجدير بالذكر أن التوراة وسائر أسفار العهد القديم لا يطلع عليها إلا علماء أهل الكتاب دون عوامهم كما هو معروف، وأن العهد القديم لم يكن مترجما إلى اللغة العربية في ذلك الوقت، إلا صفحات يسيرة كانت مع بعض علماء اليهود في الجزيرة العربية. وأول ترجمة إلى العربية جرت في أوائل العصر العباسي أو عند منصرم العصر الأموي. وليس ثمة قرائن تدل على وجود ترجمة عربية سابقة لظهور الإسلام كما ذكرت الموسوعة البريطانية. وقد قام بالترجمة عالم يهودي اسمه "سعدية بن يوسف" عاش ما بين عامي ٨٩٢ - ٩٤٢م في غير أن الترجمة كانت بأحرف عبرية. ثم قام من بعده "يافث بن علي" وهو يهودي من طائفة القرائين بترجمة ثانية إلى العربية في القرن العاشر الميلادي. وفي القرن =