للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الثالث عشر قام "أبو سعيد البركات" بترجمة ثالثة. غير أن تلك الترجمات تختلف عن بعضها كثيرا تبعا للأصل المترجم عنه. فقد يكون عبرانيا أو يونانيا أو سريانيا أو قبطيا أو لاتينيا كما فصلت الموسوعة البريطانية. التوراة بين الوثنية والتوحيد لسهيل ديب ص٢٦ - ٢٧.
٣ - أنه من المقطوع به أن المشركين من قريش وسائر العرب لم يكونوا يعرفون ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من أخبار وقصص وأحكام وتشريع وغير ذلك. بل كانوا أمة عارية حتى من العلوم العقلية. قل فيهم من يحسن القراءة والكتابة. قال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: ٢].
أي: بعث في الأميين رسولا أميا مثلهم، يتلو عليهم آياته. ولو كان غير أمي، وقد نزلت هذه الآية وغيرها مما يدل على أنه أمي، لكذبه قومه، وفي مقدمتهم من آمن به.
ولم يكن يومئذ بمكة مدرسة ولا كِتَاب مدون. فقد كانوا جاهلين بعائد الملل وتاريخ الأمم وعلوم الشرائع والفلسفة، بعكس اليونان والمصريين والصينيين وغيرهم. فما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من الدين التام والتشريع الكامل العادل والعقيدة الثابتة وغير ذلك من آيات الله والحكمة، لا يمكن أن يكون مكتسبا من بشر، أو مستنبطا من فكر. بل إنما هو محض وحي من رب العالمين. قال تعالى عقب قصة نوح: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: ٤٩].
فإذا كان قومه لا يعلمون ذلك، وهو -صلى الله عليه وسلم- لم يعاشر إلا قومه، فكيف يتعلم منهم؟! وقومه يعلمون أنه لم يعاشر غيرهم. فمن ثم قامت الحجة عليهم وعلى من بلغه الأمر من بعدهم. الجواب الصحيح ٤/ ٢٣ =

<<  <   >  >>