ابْنه عَيْنَيْهِ وتملك وغزا الرّوم وَجمع فِي مُدَّة ملكه من الْأَمْوَال مَا لم يجْتَمع لغيره من الْمُلُوك وَكَانَ يشتو بِالْمَدَائِنِ ويصيف بهمدان وَكَانَ لَهُ اثْنَا عشر ألف امْرَأَة وَألف فيل وَخَمْسُونَ ألف دَابَّة وَبنى بيُوت النيرَان وَتزَوج شيرين الْمُغنيَة وَبنى لَهَا قصر شيرين بَين حلوان وخانقين ثمَّ قتل على يَدي ابْنه شيرويه وَكَانَت أم شيرويه مَرْيَم بنت ملك الرّوم
ولمضي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَخَمْسَة أشهر وَخَمْسَة عشر يَوْمًا من ملك برويز هَاجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ لَهُ من الْعُمر ثَلَاث وَخمسين سنة فَيكون لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع سِنِين فِي أَيَّام أنوشيروان واثنتا عشرَة سنة فِي أَيَّام هُرْمُز بن أنوشيران وَسنة وَنصف بالتقريب فِي الفترة الَّتِي كَانَت بَين إمْسَاك وَبَين اسْتِقْرَار ابْنه برويز وَاثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة وَنصف بالتقريب من ملك برويز ومجموع ذَلِك ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة وعَلى ذَلِك فَتكون السّنة الثَّالِثَة وَالثَّلَاثُونَ من ملك برويز هِيَ السّنة الْخَامِسَة وَالثَّلَاثُونَ وَتِسْعمِائَة للاسكندر بالتقريب
وَفِي أَيَّامه افْتتح هِرقل عَظِيم الرّوم يَغْزُو بِلَاد كسْرَى وَفِي مناوبة هَذَا الغلب بَين فَارس وَالروم نزلت الْآيَات من أول سُورَة الرّوم قَالَ الطَّبَرِيّ وَأدنى الأَرْض الَّتِي أشارت إِلَيْهِ الْآيَة هِيَ أَذْرُعَات بصرى الَّتِي كَانَت بهَا هَذِه الحروب ثمَّ غلبت الرّوم سبع سِنِين من ذَلِك الْعَهْد وَأخْبر الْمُسلمُونَ بذلك الْوَعْد الْكَرِيم لما أَهَمَّهُمْ من غلب فَارس الرّوم لِأَن قُريْشًا كَانُوا يتشيعون لفارس لأَنهم غير دئنين بِكِتَاب والمسلمون يودون غلب الرّوم أهل كتاب وَفِي كتب التَّفْسِير بسط مَا وَقع فِي ذَلِك بَينهم وبرويز هَذَا هُوَ الَّذِي قتل النُّعْمَان بن الْمُنْذر ملك الْعَرَب
وَاتفقَ صَاحب التَّقْوِيم وتاريخ الْقُدس على أَن ولادَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وَسِتَّة آلَاف وَالله أعلم من هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام
قَالَ الشَّيْخ رفيع الدّين بن أَحْمد ولي الله الْمُحدث الدهلوي لَا يخفى أَن هَذِه السنين سنُون شمسية والسنون الْمَأْخُوذَة من مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قمرية