فَاعْلَم أَن من هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى المولد الشريف إِذا أخذت قمرية صَارَت سِتَّة آلَاف وثلاثمائة وَإِحْدَى وَخمسين سنة قمرية وَمِائَتَيْنِ وَتِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَهُوَ قريب من سَبْعَة أشهر وَمن المولد الشريف إِلَى آخر سنة من الْهِجْرَة المقدسة ثَلَاث وَخَمْسُونَ وَألف ومائتان فَمن هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى آخر تِلْكَ السّنة سَبْعَة آلَاف وسِتمِائَة وَأَرْبع وَسِتُّونَ سنة قمرية وَأشهر وَأَيْضًا فَمن المولد الشريف إِلَى آخر السّنة الْمَذْكُورَة ألف ومائتان وثماني عشرَة سنة شمسية وَسِتُّونَ يَوْمًا بالتقريب وَهُوَ قريب من شَهْرَيْن فَمن هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى آخر السّنة الْمَذْكُورَة سَبْعَة آلَاف وثلاثمائة وَإِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة شمسية فاحفظ فَإِن جُمْهُور أهل التَّارِيخ وَمِنْهُم صاحبا تَارِيخ الْقُدس والخليل وتقويم التواريخ قد خلطا الْأَمر وغفلا عَن التَّمْيِيز وَالله الْهَادِي انْتهى وَسَيَأْتِي لذَلِك مزِيد إِيضَاح إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَلما ملك شيرويه وَكَانَ رَدِيء المزاج كثير الْأَمْرَاض صَغِير الْخلق قتل أخوته السَّبْعَة عشر ثمَّ نَدم على قَتلهمْ وَصَارَ يبكي لَيْلًا وَنَهَارًا وَيَرْمِي التَّاج عَن رَأسه ثمَّ هلك وَملك أزدشير بن شيرويه وَكَانَ ابْن سبع سِنِين وَقتل وَملك شهريران وَلم يكن من أهل بَيت المملكة ثمَّ قتل وولوا الْملك يوران بنت كسْرَى برويز فأحسنت السِّيرَة ثمَّ هَلَكت بعد سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَملك بعْدهَا خشنشدة من بني عَم كسْرَى برويز وَكَانَ ملكه أقل من شهر وَقتل ثمَّ ملكت أرزمى دخت بنت كسْرَى برويز وَكَانَت من أحسن النِّسَاء صُورَة فَخَطَبَهَا فرخ هُرْمُز فَقتلته فَجمع رستم بن فرخ الْمَذْكُور عسكره وقتلها ثمَّ ولوا مَكَانهَا كسْرَى بن مهر وقتلوه بعد أَيَّام وَلم يَجدوا من يملكونه من بَيت المملكة فَوَلوا رجلا يُقَال لَهُ فَيْرُوز ابْن خستان يزْعم أَنه من نسل أنوشيروان ثمَّ قَتَلُوهُ ثمَّ ملك فرخ زَاد خسرو من أَوْلَاد أنو شيروان وَملك سِتَّة أشهر وقتلوه ثمَّ ملك يزدجرد ابْن شهريار من نسل أردشير بن بابك وَكَانَ ملكه كالخيال بِالنِّسْبَةِ إِلَى