ودينا وآثارا من النُّبُوَّة وعناية من الله بِالْأَصْلِ الْكَرِيم تشهد لفروعه الطّيبَة وَقد ينْقل بَين أهل الْبَيْت كثير من هَذَا الْكَلَام غير مَنْسُوب إِلَى أحد
وَفِي أَخْبَار دولة العبيديين كثيرا مِنْهُ وَانْظُر إِلَى مَا حَكَاهُ ابْن الدَّقِيق فِي لِقَاء أبي عبد الله الشيعي لعبد الله الْمهْدي مَعَ ابْنه مُحَمَّد الحبيب وَمَا حَدَّثَاهُ بِهِ وَكَيف بعثاه إِلَى ابْن حَوْشَب داعيتهم بِالْيمن فَأمره بِالْخرُوجِ إِلَى الْمغرب وَبث الدعْوَة فِيهِ على علم لقنه أَن دَعوته تتمّ هُنَاكَ وَأَن عبد الله لما بنى المهدية بعد استفحال وولتهم بإفريقية
قَالَ بنيتها ليعتصم بهَا الفواطم سَاعَة من نَهَار وأراهم موقف صَاحب الْحمار أبي يزِيد بالمهدية وَكَانَ يسْأَل عَن مُنْتَهى موقفه حَتَّى جَاءَهُ الْخَبَر بِبُلُوغِهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي عينه جده عبيد الله فأيقن بالظفر وبرز من الْبَلَد فَهَزَمَهُ وَاتبعهُ إِلَى نَاحيَة الزاب فظفر بِهِ وَقَتله وَمثل هَذِه الْأَخْبَار عِنْدهم كَثِيرَة
وَأما المنجمون فيستندون فِي حدثان الدول إِلَى الْأَحْكَام النجومية أما فِي الْأُمُور الْعَامَّة مثل الْملك والدول فَمن القرانات وخصوصا بَين العلويين وَذَلِكَ ان العلويين زحل وَالْمُشْتَرِي يقرنان فِي كل عشْرين سنة مرّة ثمَّ يعود الْقرَان إِلَى برج آخر فِي تِلْكَ الْمُثَلَّثَة من التلبيث الْيمن ثمَّ بعده إِلَى آخر كَذَلِك إِلَى أَن يتَكَرَّر فِي الْمُثَلَّثَة الْوَاحِدَة اثْنَتَيْ عشرَة مرّة تستوي بِرُوحِهِ الثَّلَاثَة فِي سِتِّينَ ينة ثمَّ رَابِعَة فيستوي فِي الْمُثَلَّثَة بإثنتي عشرَة مرّة وَربع عودات فِي مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعين سنة وَيكون انْتِقَاله فِي كل برج على التَّثْلِيث الْأَيْمن وينتقل من الْمُثَلَّثَة إِلَى الْمُثَلَّثَة الَّتِي تَلِيهَا أَعنِي البرج الَّذِي يَلِي البرج الْأَخير من الْقُرْآن الَّذِي قبله فِي الْمُثَلَّثَة وَهَذَا الْقُرْآن الَّذِي هُوَ قرَان العلويين يَنْقَسِم إِلَى كَبِير وصغير ووسط
فالكبير هُوَ اجْتِمَاع العلويين فِي دَرَجَة وَاحِدَة من الْفلك إِلَى أَن يعود إِلَيْهَا بعد تِسْعمائَة وَسِتِّينَ سنة مرّة وَاحِدَة
وَالْوسط هُوَ إقتران العلويين فِي كل مُثَلّثَة اثْنَتَيْ عشرَة مرّة وَبعد مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعين سنة ينْتَقل إِلَى مُثَلّثَة أُخْرَى