للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لصحابة ....... ثم اعتنى المتأخرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنسبة إلى معرفتنا لهم. فلهذا حُفظت وفيات خلق من المجهولين، وجُهِلَت وفيات أئمة من المعروفين. وأيضًا فإن عدة بلدان لم يقع إلينا تواريخها؛ إما لكونها لم يؤرخ علماءها أحدٌ من الحفاظ، أو جُمِعَ لهم تاريخ ولم يقع إلينا".

وعليه، فإن التأليف في التراجم على الوفيات قد تأخَّر إلى منتصف القرن الرابع الهجري، فأول من عُرف بالتأليف على هذا النمط أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق البغدادي (ت ٣٥١ هـ)، حيث ألَّف كتابًا في الوفيات ابتدأه من الهجرة، وامتد به إلى سنة ٣٤٦ هـ، ولم يصل إلينا (١).

وأول ما وصل إلينا من كُتب التراجم على الوفيات:

* (تاريخ مولد العلماء ووفياتهم)، لأبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي (ت ٣٧٩ هـ)، ابتدأه من السنة الأولى للهجرة، ووصل فيه إلى سنة ٣٣٨ هـ.

* وعليه ذيلٌ لأبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (ت ٤٦٦ هـ)، سماه: (ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم)، ابتدأه من سنة ٣٣٨ هـ، وهي السنة التى توقف فيها سابقه، وانتهى به إلى سنة ٤٦٢ هـ.

* وعله ذيلٌ للحافظ أبي محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني (ت ٥٢٤ هـ)، ابتدأه من سنة ٤٦٣ هـ، وانتهى به إلى سنة ٤٨٥ هـ.

وكان قد زاد على تراجم شيخه الكتاني خلال نفس الفترة (٣٣٨ - ٤٦٢ هـ) عدد ثلاث وستين ترجمة (٢).

* وعليه ذيلٌ لشرف الدين علي بن المفضَّل المقدسي الإسكندراني (ت ٦١١ هـ)،


(١) الإعلان بالتوبيخ، ص ٣١٥.
(٢) صدرت هذه الكتب الثلاثة بتحقيق د. عبد الله بن أحمد الحمد، عن دار العاصمة بالرياض، ١٤٠٩ - ١٤١٠ هـ.

<<  <   >  >>