فما في الميل به فضل يصرفه من أسباب دينه ودنياه فكيف بالاشتغال بحب ثان وفي ذلك أقول
كذب المدعي هوى اثنين حتما ... مثل ما في الأصول أكذب ماني
ليس في القلب موضع لحبيبين ... ولا أحدث الأمور اثنان
فكما العقل واحد ليس يدري ... خالقا غير واحد رحمان
فكذا القلب واحد ليس يقوى ... غير فرد مباعد أو مدان
هو في شرعة المودة ذو شك ... بعيد من صحة الإيمان
وكذا الدين واحد مستقيم ... وكفور من عنده دينان
وقد اختلف الناس في هذه المسألة فقالت طائفة ليس للقلب إلا وجهة واحدة إذا توجه إليها لم يمكنه التوجه إلى غيرها قالوا وكما أنه لا يجتمع فيه إرادتان معا فلا يكون فيه حبان وكان الشيخ إبراهيم الرقي رحمه الله يميل إلى هذا وقالت طائفة بل يمكن أن يكون له وجهتان فأكثر باعتبارين فيتوجه إلى أحدهما ولا يشغله عن توجهه إلى الآخر قالوا والقلب حمال فما حملته تحمل فإذا حملته الأثقال حملها وإن استعجزته عجز عن حمل غير ما هو فيه فالقلب واسع يجتمع فيه التوجه إلى الله سبحانه وإلى أمره وإلى مصالح عباده