وأجلت سيفي في مجال خناقها ... ومدامعي تجري على خديها
فوحق نعليها فما وطىء الثرى ... شيء أعز علي من نعليها
ما كان قتليها لأني لم أكن ... أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على سواي بحسنها ... وأنفت من نظر الغلام إليها
ثم جلس عند رأس الغلام فبكى وأنشأ يقول
أشفقت أن يرد الزمان بغدره ... أو أبتلى بعد الوفاء بهجره
قمر أنا استخرجته من دجنه ... بمودتي وجنيته من خدره
فقتلته وله علي كرامة ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي به ميتا كأحسن نائم ... والدمع ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميت ماذا بعده ... بالحي منه بكى له في قبره
غصص تكاد تفيض منها نفسه ... ويكاد يخرج قلبه من صدره
فصل وقد يغار المحب على محبوبه من نفسه وهذا من أعجب الغيرة وله أسباب منها خشية أن يكون مفتاحا لغيره كما ذكر أن الحسن بن هانىء وعلي بن عبد الله الجعفري اجتمعا فتناشدا فأنشد الحسن
ولما بدا لي أنها لا تودني ... وأن هواها ليس عني بمنجلي