للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعد من جزيل ثوابه، وحُسْن مآبه لمن آمن بذلك ورضي به، فقال عزّ وجلّ: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوم مُوسَى فَبَغَى عَلَيهم وآتَينَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنّ مَفَاتِحَهُ لتنوء بالعُصْبةِ أُولي القوّة} "١"، ثم قال: {فَخَرَجَ عَلَى قَومِه فِي زِينَته. قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُون الحَيَاة الدُّنْيَا يا ليت لنا مثلَ ما أُوتي قارون، إنه لذو حظٍّ عظيم. وَقَالَ الَّذَينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُم ثَوابُ الله خَيرٌ لِمَن آمَنَ وعَمِلَ صَالحاً} "٢".

وقال عزّ وجلّ تخصيصاً للعلماء وتفضيلاً للفقهاء: {وَلا يُلَقّاها إلا الصّابِرُون} "٣" يعني الصابرين على الدنيا وزينتها، رضاءً بالله وبثوابه، وبما أعاضهم من العلم به والفهم عنه، وبما فَقِهوا عنه ما وَعَدَ به مَنْ صبر عنها - ولذلك يُرْوى والله أعلم- في معنى هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقّهْهُ في الدِّين" "٤".

"ولهذا الفقيه الذي أراد الله به خيراً صفات وعلامات وصَفَها العلماء، وأبانت عن حقائقها العقلاء" ".

ثم أَخذ الإمام ابن بطة يَذكر صفات الفقيه وعلاماته، فقال:

"عن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله عزّ وجلّ".

"عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ألا أُخبركم بالفقيه كل الفقيه؟ مَن لم


(١) ٧٦: القصص: ٢٨.
(٢) ٨٠: القصص: ٢٨.
(٣) ٨٠: القصص: ٢٨.
(٤) أخرجه البخاري في مواضع مِن صحيحه، منها: ٣-كتاب العلم، باب ١٠، وباب١٣، وأخرجه مسلم، وغيرهما.

<<  <   >  >>