للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه- ما يلي:

١- قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّف اللهُ نَفْساً إلا وُسْعَها} ، فهي تقرر أن كل ما يقع تحت دائرة التكليف الشرعيّ؛ فإنّ في وسع الإنسان فعله والأخذ به، ومن التكليف الأمر بالإخلاص، والتواضع، وطلب العلم إلى آخر ما هنالك.

٢- قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين يُسْرٌ، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه ... ". فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين يُسْرٌ" فـ"أل" هنا للاستغراق؛ لتشمل الدين كله "الأقوال، والأعمال: عمل القلوب، والجوارح".

وتأمل التنكير في " يُسْرٌ"، ولم يحدد نوع اليسر؛ ليشمل اليسر كله فهو:

- يُسْرٌ في التعرف عليه وإدراكه

- يُسْرٌ في العمل به.

- يُسْرٌ في الدعوة إليه.

٣- والكلام هنا مبناه -أيضاً- على سنةٍ من سنن الله، وهي أن الإنسان إذا رغب في أمرٍ وسعى لتحصيله من بابه، وبَذَل الجهدَ الواجب لتحصيله، أدركه بعد توفيق الله له.

٤- دلالة الواقع، حيث إن أهل الفترة لَمّا أرادوا الحق بصدق وُفِّقوا لمعرفته والعمل به، وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَمّا أرادوا الحق، وسعوا في طلبه، وُفِّقوا لمعرفته والعمل به.

ولكن ينبغي أن لا يَغْتَرّنّ مُغْتَرٌّ بهذا اليسر؛ فيقعد ولا يقدم الجهد المطلوب شرعاً، إذ أنه رغم يسر معرفة الحق والعمل به، لمن أراده بصدق؛ ينبغي ألا ننسى مثل قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُوْلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} .

<<  <   >  >>