للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العصر ... إلى آخر ما هنالك، وهذا هو الذي يَرِدُ كثيراً في كلام الفقهاء.

الثاني: تمييز المقصود بالعمل، وهل هو الله وحده لا شريك له، أو الله وغيره؟ وهذا هو الذي يَرِد كثيراً في كلام السلف، بل هذا المعنى هو الوارد كثيراً في كلام الله وكلام رسوله: ويُعَبَّرُ عن النية بهذا المعنى بلفظ الإرادة.

{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} "١".

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} "٢".

وقد يُعَبَّرُ عنها في القرآن بلفظ الابتغاء: {إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى} "٣"، {وَمَا تُنفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} "٤".

والنية تتقلب، فقد قال بعض السلف: "ربما أحدِّث بحديث ولي فيه نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي؛ فإِذَا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات".

والنيّة محلها القلب، ولم يَرِد التلفظ بها في شيء من العبادات عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، إلا أنه في الحج وحده يُسَمِّي نُسُكَه، فإن مجاهداً قال: "إذا أراد الحج يسمِّي ما يُهِلُّ به"، ورُوي عنه أنه قال: "يسميه في التلبية"، ولكن هذا غير التلفظ بالنية وهو أن يقول عند إرادة الإحرام: "اللهم إني أريد الحج والعمرة" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نسكه في تلبيته فيقول: "لبيك اللهم عمرة وحجة"، ولم يَرِد عنه التلفظ بالنية.

وقد صح عن ابن عمر أنه سمع رجلاً يقول عند إحرامه: "اللهم إني أريد


(١) ١٥٢: آل عمران: ٣.
(٢) ١٨: الإسراء: ١٧.
(٣) ٢٠: الليل: ٩٢.
(٤) ٢٧٢: البقرة: ٢.

<<  <   >  >>