للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحج والعمرة فقال له: أَتُعْلم الناس؟ أوَ ليس الله يعلم ما في نفسك؟! "١".

ويتحصل مما مضى النتائج التالية:

- من مقتضيات الإخلاص، أن يكون معنى الإخلاص هو المحرِّك الأساس للعمل؛ بحيث لو استقلّ لم يكن استقلاله سبباً في تخلِّي العامل عن العمل.

- القاعدة المطّردة، هي: أنه ليس من معنى الإخلاص إلغاء، أو تحريم ما أَذِنَ الله فيه من مصالِحَ دنيوية تأتي تبعاً لعملٍ ما؛ لأنه ما دام الإخلاص إخلاصاً لله، فيجب أن لا يَخرج بصاحبه عن شرع الله.

- السبب في إحباط النية والقصد في عملٍ ما، لا يعدو أن يكون أحدَ أمرين:

الأول: إرادة حظوظ النفس التي لا تقتضيها العبادة، أو التي لم يأذن

بها الله في العبادة، أو مع العبادة.

الثاني: مزاحمة المصلحة الدنيوية المقترنة بالعبادة، لنية العبادة، أو تغليبها عليها.

وضمير الإنسان له إحساسه وأثره في تقدير هذه الجوانب. واستفت قلبك، على أن تكون مع ربك!. ومهما تعارضت الأمور في التفكير، فالأقرب أن يكون الإنسان إلى الله أقرب، كما أن الأغرب أن يَتَلَوَّنَ تَلَوُّن الحِرباء، أو يَلدغ

لدْغ العقرب!.

وما سَلِم من هذا وهذا إلا من وفقه الله تعالى للإخلاص؛ إذْ لا خلاص إلا بالإخلاص، إنْ في الدنيا وإنْ في الآخرة!.


(١) يُنظَر فيما أَوردتُهُ هنا: "جامع العلوم والحِكَم"، لابن رجب، في شرحه لحديث: (إنما الأعمال بالنيات..) ، ١/٣٣، فما بعدها.

<<  <   >  >>