للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل يُعْقَلُ أنْ يكون تحصيل الإخلاص صعباً على مَن أراده بصدقٍ وبَذَل سببَ الوصول إليه!، وهل يُعْقَلُ أن يكون تحصيله مستحيلاً بعد هذا كلِّه!.

١٠- علْمه بالله بأسمائه وصفاته؛ فإنّ ذلك يورث رجاءه وحْده، وخوفه وحْده، ويورث الأدب معه سبحانه، وأما الجاهلون بالله، والمشركون بالله فكما قال الله تعالى عنهم: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} "١".

١١- استعراضه آياتِ الله تعالى، وأحاديثَ رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته، وتدبرها، وفقْه معانيها، والعمل بها.

١٢- كثرة قراءته سِيَرَ المخلصين والعباد والزهاد من السلف الصالح؛ فإن النفس تصفو بقراءة أخبار هؤلاء الأخيار.

واعلم، يا أُخَيَّ، أن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فهو يتذكره ويَذْكره، ومَن عرف قدر شيء -وكان عاقلاً- فإنه لا يملك إلا أن ينزل ذلك من نفسه حسب قدره أياً كان، حباً أو بغضاً، تقديراً وإجلالاً أو ازدراء وإهمالاً. فمَن عَرف الله حق معرفته، ومَن عَرف شأن الإخلاص وعاقبته، وحقيقة ما يضاده مِن أعمال القلوب والجوارح وعاقبتها، فسوف يتطلب الإخلاصَ، وينشغل به، ويُحاكِم نفسه على مقتضياته؛ حتى يُدرِك مطلوبَهُ منه، ومطلوبَهُ مِن ورائه في الدنيا والآخرة!

وينبغي لنا العلم بأن الإخلاص في أعمال الناس-ونحن منهم- نفيس


(١) ٩١: الأنعام:٦، ٦٨: والزمر: ٣٩.

<<  <   >  >>