للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الأمثلة التي تصلح مقياساً لمعرفة حقيقة الإخلاص، لا يشترط أن تكون دائرة بين الإيمان والكفر، بل لا مانع أن تكون في باب الفضائل ... ":

١- يمكنك معرفة مدى إخلاصك من خلال معرفتك نيتك في العمل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" "١".

وأنت أدرى بنيتك فيما تعمله من عمل، فتنظر: هل عملته لله، أو عملته لغيره.

وقد روى عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَمْ يَنْوِ إِلا عِقَالاً فَلَهُ مَا نَوَى" "٢".

٢- الإخلاص يقتضي أن تفعل أشياء من أجل الله وأن تترك أشياء من أجل الله، وبهذا المقياس تستطيع أن تختبر نفسك في الإخلاص: عدماً أو وجوداً، كمالاً أو نقصاً.

٣- من مقاييس الإخلاص أن تعرض عملك على قولك وقولك على عملك فتنظر: هل يطردان في الخير، فذلك من علامات إخلاصك، أو لا يطردان، فذلك خلل في إخلاصك. قال إبراهيم التيمي: "ما عرضت


(١) مسلم، ح ٣٥٣٠، الإمارة.
(٢) النسائي، ٣١٣٨، ٣١٣٩، الجهاد، وأحمد، ٢٢١٨٤، ٢٢٢٢١، ٢٢٢٨٢، والدارمي، ٢٤١٦، الجهاد.

<<  <   >  >>