قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذباً""١". والمقصود أن تتعارض النية مع العمل؛ أما في حال الاختلاف بين النية والعمل مع عدم التعارض فليس هذا داخلاً في الذم؛ كما لو قَصَد الإنسان أن يعمل عملاً من أعمال الخير، ولكنه وقَع منه عملٌ آخر مِن أعمال الخير. أو كمَن أراد أن يدفع صدقةً إلى فلان، ولكنها وقعت في يدِ شخص آخر.
٤- من مقاييس الإخلاص أن تسرك حسنتك وأن تسوءك سيئتك؛ لأن الإخلاص يوجب يقظةَ القلب والضمير، وهذه ثمرةٌ من ثمرات هذه اليقظة القلبية.
٥- من علامة الإخلاص أن تتحلى بالمراقبة والمحاسبة لنفسك.
٦- من مقاييس الإخلاص أن يكون سرورك بالحسنة وبثواب الله تعالى أعظم مما تجده في نفسك لو كان لك بتلك الحسنة وبذلك الثواب عرَضٌ دنيوي، أو شهرة ... "كسب مادّيّ، أو معنويّ من الناس"، كمَبْلغ من المال مثلاً.
٧- من علامات الإخلاص أن تبكي صادقاً من خشية الله تعالى فيما بينك وبين نفسك، فإن تلك اللحظة لحظة صدق وإخلاص، فإن استمر أثرها في حياتك، وإلا فقد تكون لحظة عارضة، وقد تكون لحظةً خادعة لك ولغيرك؛ فعلى الإنسان أن لا يغتر بِعَبْرَةٍ عَابِرَةٍ أو دَمْعَةٍ قد يكون مثيرها شيئاً آخر غير الإخلاص.
٨- من علامات الإخلاص أن تدقق على نفسك في أهليتك إذا التزمت
(١) البخاري: ٢- الإيمان، ٣٧- باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر.