ستعلم من نفسك ما موقفك في كلٍ، وما الفرق بين الموقفين؟ وما مقدار يقينك وإخلاصك ورغبتك في ثواب الله وفي الدار الآخرة!!
وتذكّر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الهم بتحريق المتخلفين عن صلاة الجماعة، وفيه "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقاً سَمِيناً أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ""١".
فالإخلاص دافع قوي لفعل شيء لله أو ترك شيء لله، فإذا ما راقبت نفسك في هذا، تستطيع أن تتعرف على حقيقة إخلاصك لله.
وقد تشتد دلالة ما تفعله لله أو تركه لله عند وجود العوارض القوية الصارفة عن الفعل أو عن الترك التي ليست معتبرةً شرعاً.
والانتصار على العوارض القاطعة عن الله تعالى من علامات التوفيق والإخلاص وكذلك الانتصار على العوارض القاطعة عن الطاعات، حينما لا تكون مراعاتها مطلوبة شرعا، أو لا تكون عذرا شرعيا.
١٦- من علامات الإخلاص أن يستوي حالك في العمل لله تعالى عندما تكون خاليا، وعندما تكون مع الناس، بل تكون في الخلوة أكثر اجتهادا في الخير وفي الطاعة.
١٧- من مقاييس الإخلاص، أن تنظر إذا عملت طاعة لله تعالى خاليا، ثم اطلع عليك بعض الناس، هل يسرك ذلك افتخارا وشهرة عند الناس أم لا؟ فإنك بهذا تعرف مدى إخلاصك في هذه الطاعة لله تعالى.