٣٢- من علامات الإخلاص، أن يحاسب الإنسان نفسه على حقوق الآخرين، وعلى مصالحهم، وأن لا يسعى في تحقيق مصالحه، ولو على حساب الآخرين، فمن علامات الإخلاص النصح لكل مسلم، وإيثاره على نفسه إن أمكن.
٣٣- من علامات الإخلاص، القيام بالواجب الشرعي فيما يتعلق بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنقد البنَّاء، وفق أحكام الشريعة ومصالحها، بغض النظر عن رضَا الناس، وسخطهم، قربهم وبعدهم.
فالإخلاص يقتضي النقد البنَّاء: نصحاً للمنقود، وحباً للخير، ولا سيما إذا كان الإنسان في مكان العالم، أو في مكان الطالب، أو في مكان المرءوس أو في نحوها من الحالات التي قد تستدعي أن يضعف الإنسان أمام مصالحه القريبة أو الغريبة، عن القيام بواجب النصح.
٣٤- ليس من الإخلاص عدم إبداء الرأي في موضعه، أو عدم النصيحة في موضعها، أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خوفا من شيء ما من دون الله تعالى، أو طمعا في شيء ما عند غير الله تعالى. وليس من الإخلاص أن ترى المرء يداهن في آرائه.
وليس من الإخلاص، إبداء الرأي أو الكلمة ليس وفق قناعة المرء ووفق ما يقتضيه الإخلاص، وإنما لأمور أخرى تنافي الإخلاص: كالرغبة في معارضة فلان من الناس.