الكافر أصبح فأسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاه فشرب حلابها، ثم بأخرى فلم يكمل شرب حلابها، فقال عليه الصلاة والسلام:"المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء"، وفي رواية:"الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد". رواه البخاري ومسلم. وعند الافطار في هذا الشهر الكريم نلاحظ كيف تنقض بعض الناس على الأطعمة المقدمة على مائدة الإفطار، فيتناول الصائم وقت إفطاره ما أمامه بشرهٍ، ودون تروٍّ أو تريث في الأكل، فما يشعر إلا وقد امتلأت معدته بالطعام، ثم لا يستطيع النهوض ولا القيام، وهذا فيه مخالفة للتوجيه النبوي، إضافة إلى أن فيه إيذاء للآخرين، فإن هذا بعد أن يملأ معدته بالطعام والشراب، ثم يتجه إلى المسجد ليصلي، فإن عملية الهضم في معدته لتلك الأطعمة تبدأ، وتأخذ المعدة بدفع أصوات تخرج من فم الإنسان، وهو ما يعرف بالحشاء، فإذا وقف هذا الذي ملأ معدته في الصف بجوار إخوانه المصلين، بدأت تتدافع من فمه بين الحين والآخر، أصوات تؤذي من بجانبه، وتقزز عند سماعها، وهي حالة يشمئز منها كل إنسان، وصاحبها ممقوت بين الناس، نرى الجميع يتحاشى الوقوف إلى جانبه في الصف، وقد عاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه حين سمع منه ذلك، قال ابن عمر رضي الله عنهما: تجشَّأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"كف عنا جشاءك، كان أكثرهم شبعا في الدنيا، أطولهم جوعا يوم القيامة". رواه الترمذي.
إن الاعتدال في الأكل عند الإفطار، أدب من آداب الصيام، كما أن الإكثار والمبالغة في ذلك يضعف المشاعر التي ينبغي أن تصاحب الصائم في هذا الشهر الكريم.