في شهر رمضان تبرز كثير من المعاني الجليلة للصيام، وتظهر في نفس الصائم معان سامية، تعطي دلالة واضحة، على قوة إيمانه، وصدقه مع خالقه، وإخلاصه في عبادته، فهو يعصم نفسه عن الوقوع في الممنوعات، ويكبح جماح هواها أن تتخطى الحواجر التي أمر بالوقوف عندها، وعدم الاقتراب منها، فإذأ ما دعته إلى تناول شيء من المفطرات، وامتدت يده إلى ما أمامه من الطعام والشراب، هو خالي بنفسه، ليس معه في المكان أحد، ولا تراه عين بشرية، تذكر في لحظته تلك، أن هناك من يراقبه ويراه، في كل سكناته وحركاته، ويطلع على خفاياه وسرائره، وسره وعلانيته، فكف يده عن تناول ما تشتهيه نفسه تنفيذا لأمر الله، وطاعة له، وامتثالا لإيجابه الصيام عليه، فتبرز في هذه اللحظات، قمة الإخلاص في العبادة، لأنه لا يطلع على عمله الا الله، ولذلك كان جزاؤه عظيما، وثوابه عند الله كبيرا، قال تعالى في الحديث القدسي:"إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من، أجلي" متفق عليه، فإذا كان الإيمان الصادق، والإرادة القوية، تمنع النفس من ممارسة شهواتها، وتحول دون وقوعها في المحظورات.
فلماذا يصرُّ بعض الصائمين، على الاستمرار في ممارسة عادة التدخين التي ابتلوا بها، فالصائم يمتنع عن الطعام والشراب طيلة نهاره، بعزم قوي، وإرادة نافذة، لكنه ما إن يتناول إفطاره عند غروب الشمس، حتى يعود إلى تعاطي