الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وأحد مبانيه العظام، وهي قرينة الصلاة في آيات كثيرة، في كتاب الله تعالى وقد توعَّد الله تعالى منكريها ومانعيها، والباخلين بها، الممتنعين عن إخراجها، قال تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [سورة التوبة، الآيتان (٣٤- ٣٥) ] .
كما أغلظ الله تعالى عقوبة من بخل بأداء الزكاة، فقال جل شأنه:{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة آل عمران، آية (١٨٠) ] .
وقد بين عليه الصلاة والسلام، صفة هذه العقوبة وكيفيتها، بقوله:"من آتاه الله مالا فلم يؤدِّ زكاته، فمثل له يوم القيامة شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوّقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه، ويقول: أنا مالك، أنا كنزك" متفق عاجه.
إن العقوبة لا تتوقف عند هذه الصور فحسب، بل إن أهل الزكاة، المستحقين لها من الفقراء وغيرهم، والذين تتعلق حقوقهم التي فرضها الله لهم في أموال الأغنياء، يُطالبون يوم القيامة أن ينصفهم الله من الأثرياء، الذين منعوهم حقوقهم، وهناك يكون الوفاء بالحسنات والسيئات، لأن زمن التعامل بالنقد قد انتهى، وكان في الحياة الدنيا، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ويل