في اليوم الأول من شهر رمضان، من السنة الثانية للهجرة، ابتدأ صيام المسلمين لشهر رمضان، حيث أوجبه الله عليهم، وفرضه وألزمهم به، وأصبح صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام.
وقد كانت فرضيته في يوم الإتنين الثاني مت شهر شعبان من هذه السنة، أي الثانية للهجرة، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن فُرض الصيام، خرج إلى المسجد، يبشر أصحابه. مما نزل عليه من خير عميم، حيث فُرض عليهم صيام شهر رمضان، وبيَّن لهم فضائل الصيام، وما أعده الله تعالى للصائمين من الأجر العظيم والثواب الجزيل، ووصف شهر رمضان بقوله:"أتاكم شهر رمضان، شهر خير وبركة، يغشاكم الله فيه، فينزل فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء". رواه الطبرانى.
وفرض صيام رمضان كان قد شرع بادئ الأمر على التخيير، وكان من
شاء صام، ومن شاء أفطر وفدى، قال تعالى:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [سورة البقرة، آية (١٨٤) ] ، وبعد أن توطنت نفوسهم عليه، وتعودوا على الصيام، واطمأنوا إليه، انتفى عنهم التخيير، وألزموا بصيامه {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [سورة البقرة، آية (١٨٥) ] ، ولم يرتفع الوجوب إلا من عذر، من مرض أو سفر أو نحوهما، على أن يصوم بدل ذلك قضاء فيما بعد.
ولما كان الصيام في بداية التشريع يبتدئ بالإمساك عن المفطرات من بعد