للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للأغنياء من الفقراء يوم القيامة، يقولون. ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم، فيقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي، لأدنينكم، ولأباعدنهم، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} " سورة المعارج، الآيتان (٢٤- ٢٥) ، رواه الطبراني.

إن النصوص الواردة في الحث على، الزكاة، والمحذرة من منعها، والمبينة عقوبة من تهاون بإخراجها، كثيرة جدا، لايسع المؤمن الذي يخشى الله تعالى ويخافه، إلا أن يبادر لأداء الزكاة، وتسليها حقوق المستحقين لهم، طيبة بها نفسه، فريضة واجبة، لا تكرما وتفضلا منه، لا سيما أن القدر الواجب إخراجه قليل بالنسبة لكامل المال، والله تعالى يبارك في المال المزكَّى ويزيده وينميه، ويحفظه، قال عليه الصلاة والسلام: "ما نقصت صدقة من مال" رواه مسلم، وقال أيضا: "ما منع قوم زكاة أموالهم إلا حبس الله عنهم القطر" رواه الحاكم والبيهقي، فضرر منع الزكاة ليس قاصرا على المحتاجين من بني البشر، بل إنه يتعداه ليشمل البهائم والطيور والحيوانات، والنباتات والأشجار، التي يتوقف المطر عنها بسبب حبس الأغنياء زكاة أموالهم وبخلهم بها.

إن المال محبوب لكل الناس، ودليل، قوة الإيمان، وصدق اليقين، والتسليم لأوامر الله، أن يجود المالك. بمحبوبه، طلبا لرضا خالقه الذي أنعم به عليه، ومكَّنه منه، كما أن إخراجها سبيل لتطهير النفس من الشح والبخل: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة الحشر، آية (٩) ] .

<<  <   >  >>