للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسن". رواه مسلم.

وأما الحائض والنفساء، فإن الصيام يحرم عليهما، ولا يصح منهما، ويجب على كل منهما القضاء بعدد ما فاتهما من أيام رمضان.

وكذلك المرأة الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها، أو على ولدها جاز لها الفطر، ثم تقضي بعد ذلك كل الأيام التي أفطرتها، ففي سنن أبي داود، من حديث أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصلاة، وعن المرضع والحبلى الصوم" رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.

من ذلك كله تظهر لنا سماحة الإسلام ويسره، فإنه لم يقصد في شيء من تشريعاته الإثقال على أفراده، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [سورة. الحج آية (٧٨) ] ، ومتى وجد المكلف صعوبة ومشقة في أداء العبادة، فإن الشرع أباح له أن يأتِيَ منها ما يطيقه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن آية (١٦) ] ، ولا تجد بابا من أبواب الشريعة، ولا مجالا من مجالاتها إلا وقد تجلت فيه السماحة بأبرز معانيها، وهذا اليسر هو الذي جعل الدين الإسلامي ينتشر بسرعة هائلة في جميع أقطار المعمورة، وتتقبله النفوس السليمة، والفطر المستقيمة.

<<  <   >  >>