خامسا: أنها تبقى حتى يطلع الفجر، فتبقى أبواب الرحمة مفتوحة طوال هذه الليلة، معمورة بنزول الملائكة، محفوفة بالخير والسلامة، حتى يطلع الفجر.
إن هذه الليلة العظيمة التي هي من خصائص هذه العشر، ينبغي على المسلم أن يحرص على التماسها، وأن يجتهد ليالي العشر كلها، عسى أن يوافقها، فإن الله تعالى أخفاها حتى يضاعف المؤمنون عبادتهم في هذه الليالي المباركة، وقد قال كثير من أهل العلم: إنها ليست في ليلة معينة في كل سنة، بل تنتقل في العشر الأواخر من عام إلى آخر.
وأرجى ليلة فيها ليلة سبع وعشرين، وإلى ذلك ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، لما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:"والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان، والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين" رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام:"ليلة القدر، من كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين" رواه أحمد.
إن ليلة القدر ليلة شريفة عظيمة، من وافقها فقد غنم فضلا كبيرا، فلنحرص على التماسها، لنكثر من العبادة، ونضاعف الطاعة، عسى أن يغفر الله لنا ما قدمنا من الذنوب، ونفوز بالرضا والجنة، وذلك هو أعظم مطلوب.