وربما صلى في بيته بعد ذهاب الوقت، فهو أسير هواه، في جميع أيام الشهر الكريم، وهو في هذه اللحظات، يتأسف ويتحسر، ويرسل عبارات الندم على أن ضيع أوقاته سدى.
من أحسن في هذا الشهر، وواظب على الطاعة، فليشكر الله تعالى الذي وفقه لصالح الأعمال وإقامة العبادة، وليسأله القبول، والثبات على العمل الخيِّر، وليطلب المزيد المزيد من التوفيق. ومن أساء وقصّر في رمضان فليغتنم أوقات عمره، وأيام حياته، وليتب توبة نصوحا إلى خالقه، وليندم على تفريطه، وليسأل الله التوفيق لصالح الأعمال، فإن ربنا غفور رحيم، يفرح بتوبة عبده، ويقبل توبته إذا علم منه حسن النبية، وصدق اللهجة، وسلامة القصد.
وليختم شهره بالاستغفار، فإنه ختام الأعمال الصالحة، عسى الله أن يقيله ويقبل منه:{أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة المائدة الآية (٧٤) ] ، سبحان من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} [سورة النساء الآية (١١٠) ] راجع حساباتك مع الله، ثم تأمل، أليس من الخزي والخسارة، أن يعفو ربك عن الملايين من إخوانك المسلمين، وتبقى أنت مثقلا بذنوبك وأوزارك التي أثقلت كاهلك. بمعاصيك ومخالفاتك، وأنت تعلم أن ربك لا يظلم مثقال ذرة؟
سلام من الرحمن كلَّ أوان ... على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه ... أمان من الرحمن كل أمان
لئن ذهبت أيامك الغرُّ بغتة ... فما الحزن من قلبي عليك بفان