هي طاعته {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}[يس: ٦٠] أي: لا تطيعوه. والتقرب إلى الشياطين يكون أيضاً بفعل محرمات وترك طاعات، وقد ذكروا أن منهم من ترك الصلاة أربعين يوماً ثم يدعو الشياطين فتأتيهم ثم يصلي بعد ذلك. وقد ذكر لنا بعض من رأى السحرة أنهم يقرؤون القرآن ويصلون ولكن مع ذلك فعملهم مردود لأنهم كفار. وقد ذكروا أن بعض الكهنة استحضر شيطاناً وقال: احمل هذا الرجل إلى مكة. فلما كان وسط الطريق أنزله في البرية، قال: اسجد لي. فامتنع وقال: لا أسجد إلا لله. فأنزله وسخر الله له من يحمله. وقد ذكر شيخ الإسلام في كتاب الفرقان شيئاً من ذلك.
* * *
١٤٠: ١٨٩ [عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال:"الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ... " الحديث] .
قال الشيخ أثابه الله: وسميت موبقات لأنها توبق صاحبها، من الإيباق وهو الإيثاق والإهلاك، أوبقته ذنوبه إذا أوثقته.
وقال أثابه الله: وبعض السحرة يلطخ ثيابه بالنجاسات لأنها ترضي الشياطين، وبعض السحرة يذبح لهم.
وللسحر تأثير حتى مع البهائم، فقد ذكروا أن امرأة جاءت إلى ساحرة فشكت إليها جفوة زوجها، فأعطتها طعاماً وقالت: اجعليه في طعامه يأكله، فترددت المرأة في ذلك وأعطته كبشاً عندها، فلما أكله الكبش أصبح الكبش يتبع المرأة أينما ذهبت، ولا يستقر له قرار حتى يضع رأسه في بطنها فتعجب الناس من ذلك وسألوا المرأة فأخبرت