للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب؟! فأعاد عليه النبي صلي الله عليه وسلم فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " فأنزل الله عز وجل {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ١ الآية. وأنزل الله في أبي طالب: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٢ ٣.

..................................................................................................

قال الحافظ: "هو تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب"، قال المصنف - رحمه الله تعالى -: "وفيه الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه".

قوله: فقال النبي صلي الله عليه وسلم: " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك "اللام لام القسم. قال النووي: "فيه جواز الحلف من غير استحلاف". قال ابن فارس: "مات أبو طالب ولرسول الله صلي الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما، وتوفيت خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها - بعد موت أبي طالب بثمانية أيام".

قوله: فأنزل الله: عز وجل {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ٤، والظاهر أن هذه الآية نزلت في أبي طالب، فإن الإتيان بالفاء المفيدة للترتيب في قوله"فأنزل الله" بعد قوله "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" يفيد ذلك، وقد ذكر العلماء لسبب نزول هذه الآية أسبابا أخر فلا منافاة، الآية الواحدة قد يتعدد نزولها، وفيه تحريم الاستغفار للمشركين وموالاتهم ومحبتهم.


١ سورة التوبة آية: ١١٣.
٢ سورة القصص آية: ٥٦.
٣ البخاري رقم (١٣٦٠) في الجنائز: باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله , ورقم (٣٨٨٤) في مناقب الأنصار: باب قصة أبي طالب , ورقم (٤٦٧٥) في تفسير سورة براءة: باب قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} , ورقم (٤٧٧٢) في تفسير سورة القصص ورقم (٦٦٨١) في الأيمان والنذور: باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ ... إلخ ومسلم رقم (٢٤) في الإيمان: باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع ... إلخ , والنسائي ٤/ ٩٠- ٩١ في الجنائز: باب النهي عن الاستغفار للمشركين , وأحمد في " المسند" ٥ / ١٦٨ و ٤٣٣ , من حديث المسيب بن حزن رضي الله عنه. قوله: " لما حضرت أبا طالب الوفاة. المراد قربت وفاته وحضرت دلائلها , وذلك قبل المعاينة والنزع , ولو كان في حال المعاينة والنزع لما نفعه الإيمان.
٤ سورة التوبة آية: ١١٣.

<<  <   >  >>