للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن " عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} ١ الآية فقلت له: إنا لسنا

.....................................................................................................

ومذهبه مشهور، وقد عمت البلوى بهذا المنكر الذي أنكره الإمام أحمد خصوصا فيمن ينتسب إلى العلم والإفتاء والتدريس، وزعموا أنه لا يأخذ بأدلة الكتاب والسنة إلا المجتهد، والاجتهاد قد انقطع، وقد أخطئوا في ذلك، وقد استدل الإمام أحمد - رحمه الله – بقوله صلي الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"٢ أن الاجتهاد لا ينقطع، وحكى ابن عبد البر الإجماع على أن المقلد لا يكون من أهل العلم، والأئمة لم يقصروا في البيان بل نهوا عن تقليدهم إذا استبانت السنة. قال أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن الصحابة - رضي الله عنهم - فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال. وقال: إذا قلت قولا وكتاب الله يخالفه فاتركوا قولي لكتاب الله تعالى، قيل: إذا كان قول رسول الله صلي الله عليه وسلم يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم. قيل: إذا كان قول الصحابة يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لقول الصحابة. وتقدم قول الإمامين مالك والشافعي. فعلى من اشتغل بمصنفات أهل مذهبه أن ينظر في أقوال المخالفين وما استدلوا به فيكون متبعا للدليل مع من كان معه وبالله التوفيق.


١ سورة التوبة آية: ٣١.
٢ البخاري رقم (٣٦٤٠) في المناقب: باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية , ورقم (٧٣١١) في الاعتصام بالكتاب والسنة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائقة من أمتي ظاهربن" ورقم (٧٤٥٩) في التوحيد: باب قول الله تعالى: (إنما قولنا لشيء إذا أردناه) , ومسلم رقم (١٩٢١) في الإمارة: باب قوله صلى الله عليه وسلم: " لاتزال طائقة...." من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -، وفي الباب عن ثوبان ومعاوية وجابر وعقبة بن عامر وعمران بن حصين وعمر بن الخطاب وأبو هريرة وقرة بن إياس رضي الله عنهم ٠ انظر: جامع الأصول الحديث رقم (١٠٤٨) و (٦٧٧٦) و (٦٧٧٧) و (٦٧٧٨) و (٦٧٧٩) و (٧٤٩٦) و (٧٨٣٢) و (٧٩١٧) و (٨٨٧٩) ٠الأحاديث الصحيحة رقم (١٩٥٢ - ١٩٦٢) . قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. وقال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدث ومفسر , وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وزاهد وعابد. قال النووي في " شرح مسلم ١٣/٦٦ - ٦٧: "وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم وقال أحمد بن حنيل: إن لم يكونوا اهل الحديث فلا أدري من هم".

<<  <   >  >>