للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعبدهم قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم "١ رواه أحمد، والترمذي وحسنه.

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية النور.

الثانية: تفسير آية براءة.

الثالثة: التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.

الرابعة: تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر، وتمثيل أحمد بسفيان.

الخامسة: تغير الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمى الولاية. وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين.

........................................................................................................

قوله: عن عدي بن حاتم أي الطائي المشهور بالسخاء والكرم، قدم عدي على رسول الله صلي الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة فأسلم وعاش مائة وعشرين سنة، وقد أشار المصنف - رحمه الله تعالى - بترجمة الباب إلى هذا الحديث وما في معناه، وفيه دليل على أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله.

قال شيخنا في المسائل: "فتغيرت الأحوال وآلت إلى هذه الغاية فصار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال ويسمونها الولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين". وعن زياد بن حدير قال: قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟. قلت: لا. قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين. رواه الدارمي٢. جعلنا الله وإياكم من الذين يهدون بالحق وبه يعدلون. فكم ضل من ضل، وزل من زل.


١ تقدم تخريجه ص (٤٧) .
٢ تقدم تخريجه ص (١٢٦) رقم (٢) .

<<  <   >  >>