قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب. وعن ابن عباس في الآية قال:" لما تغشاها آدم حملت: فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن - يخوفهما - سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، وأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى:{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} "١ رواه ابن أبي حاتم.
وكيع: حدثنا سهل بن يوسف عن عمر وعن الحسن {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} قال: كان هذا في بعض الملل ولم يكن بآدم ".
وعن ابن عباس قال: " كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولادا فتعبدهم لله، وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدم فقال: أما إنكما لو تسمّيانه به لعاش فولدت رجلا فسمياه عبد الحارث ففيه أنزل الله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إلى آخر الآية ".
قوله: "قال ابن حزم " هو عالم الأندلس أبو محمد علي بن أحمد بن سعد بن حزم القرطبي الظاهري صاحب التصانيف توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة له اثنتان وسبعون سنة. "اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب " قلت: وعبد المطلب هذا جد رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا ريب أنهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. حكى - رحمه الله - اتفاق العلماء على تحريم كل ما عبد لغير الله؛ لأنه شرك في الربوبية والإلهية؛ لأن الخلق كلهم ملك
١ الترمذي رقم (٣٠٧٧) ، وأحمد في " المسند" ٥/١١، وصححه الحاكم ٢/٥٤٥ من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا , وهو حديث ضعيف اهـ. مختصرا عن الأحاديث الضعيفة للألباني رقم (٣٤٢) . وانظر " تفسير ابن كثير " ٢/ ٢٧٤.