للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وفيه" عن ابن مسعود أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته "١.

.......................................................................................................

أكثرهم. " وينذرون ولا يوفون " أي لا يؤدون ما وجب عليهم، فظهور هذه الأعمال الذميمة يدل على ضعف إسلامهم وعدم إيمانهم.

قوله: " ويظهر فيهم السمن " لرغبتهم في الدنيا وشهواتها، وقلة الإيمان باليوم الآخر، وفي حديث أنس: " لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم "٢ قال أنس: سمعته من نبيكم صلي الله عليه وسلم، فما زال الشر يزيد في الأمة حتى ظهر فيهم الشرك والبدع في كثير منهم، حتى فيمن انتسب إلى العلم ويتصدر للتعليم والتصنيف، فحدث التفرق والاختلاف في الدين، وحدث الغلو في أهل البيت من بني بويه في المشرق لما كان لهم دولة، وبنوا المساجد على القبور وغلوا في أربابها، وظهرت دولة القرامطة، وظهر فيهم الكفر والإلحاد في شرائع الدين، ومذهبهم معروف، وظهر فيهم من البدع ما يطول عَدُّه، وكثر الاختلاف والخوض في أصول الدين، وما زال أهل السنة على الحق، ولكن كثرت البدع والأهواء حتى عاد المعروف منكرا والمنكر معروفا، نشأ على هذا الصغير وهرم عليه الكبير.

قوله: "وفيه عن ابن مسعود أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " الحديث. في هذا الحديث أن خير القرون ثلاثة من غير شك.

قوله: "ثم يجيء قوم " إلخ. وذلك لضعف الإيمان والرغبة في الدنيا، وأخذها بالقلوب وكثرة المعاصي والذنوب.


١ البخاري رقم (٢٦٥٢) في الشهادات: باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد , ورقم (٣٦٥١) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقم (٦٤٢٩) في الرقاق: باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ورقم (٦٦٥٨) في الأيمان والنذور: باب إذا قال: أشهد بالله أو شهدت بالله , ومسلم رقم (٢٥٣٣) في فضائل الصحابة: باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم , والترمذي رقم (٣٨٥٨) في المناقب: باب ماجاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
٢ البخاري رقم (٧٠٦٨) في الفتن: باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه , والترمذي رقم (٢٢٠٧) في الفتن: باب رقم (٣٥) , وأحمد في المسند٣/١٣٢ و ١٧٧.

<<  <   >  >>