للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " أخرجاه١.

و"لهما" عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يوم

..................................................................................................

" أبى الله أن تقبل الصلاة إلا بالزكاة "! وفيه بيان مصرف الزكاة.

قوله: " فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم " ٢ تحذيرا له من أن يتجاوز ما شرعه الله ورسوله في الزكاة، وهو أخذها من أوساط المال؛ لأن ذلك سبب لإخراجها بطيب نفس ونية صحيحة وكل ما زاد على المشروع فلا خير فيه وهذا أصل ينبغي التفطن له.

قوله: "واتق دعوة المظلوم " يدل على أن العامل إذا زاد على المشروع صار ظالما لمن أخذ ذلك منه، ودعوة المظلوم مقبولة ليس بينها وبين الله حجاب يمنع قبولها٣. وفيه التحذير من الظلم مطلقا فعلى العامل أن يتحرى العدل فيما استعمل فيه، فلا يظلم بأخذ زيادة على الحق ولا يحابي بترك شيء منه، فعليه أن يقصد العدل من الطرفين والله أعلم.

قوله: "عن سهل بن سعد " أي ابن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس صحابي شهير، أبوه صحابي أيضا مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة.

قوله: " أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه "الحديث. فيه البشارة بالفتح وهو علم من أعلام النبوة وقد وقع كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.


١ البخاري رقم (١٣٩٥) في الزكاة: باب وجوب الزكاة , ورقم (١٤٥٨) : باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة , ورقم (١٤٩٦) : باب تؤخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء , ورقم (٢٤٤٨) في المظالم: باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم , ورقم (٤٣٤٧) في المغازي: باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع , ورقم (٧٣٧١- ٧٣٧٢) في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى توحيد الله تبارك وتعالى , ومسلم رقم (١٩) في الإيمان: باب الدعاء الى الشهادتين وشرائع الاسلام , والترمذي رقم (٦٢٥) في الزكاة: باب ما جاء في كراهية أخذ المال في الصدقة وأبو داود رقم (١٥٨٤) في الزكاة: باب الكنز ما هو؟ وزكاة الحلي , والنسائي ٥/ ٥٥ في الزكاة: باب إخراج الزكاة من بلد إلي بلد. وأحمد في " المسند" ١ / ٢٣٣.
٢ قوله: " وكرائم أموالهم" الكرائم جمع كريمة قال صاحب "المطالع": هي جامعه الكمال الممكن في حقها , من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم أو صوف.
٣ قوله: "فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " أي أنها مسموعة لا ترد.

<<  <   >  >>