للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه مسائل:

الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبعه صلي الله عليه وسلم

..................................................................................................

التوحيد، وشدة على أهل الشرك والتنديد، كما جرى لعمر رضي الله عنه في الاستسقاء بالعباس١ وتعمية قبر دانيال، لما وجده الصحابة في بيت مال الهرمزان، كما أن المعجزات إنما زادت الرسل قوة في الدعوة إلى التوحيد وشدة على أهل الشرك والإنكار عليهم وجهادهم، لكن قد يقع من الأحوال الشيطانية لمن استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر ربه ما قد يلتبس على الجهال الذين تلبسوا بالشرك، ويظنون أن ذلك كرامات وهي من مكر الشيطان وإغوائه لمن لم يعرف الحق من الباطل، وقد قال تعالى لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ٢ فكذلك يجب على كل أحد أن يطلب الحق من القرآن بتدبره، فإنه الصراط المستقيم، ولا يلتفت إلى ما زخرفته الشياطين، كما اغتر به من اغتر في هذه الأمة ومن قبلهم.

قوله: "وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى " فيه من أداء الفرائض على الوجه الشرعي، والنهي عن تعدي الحدود التي حدها الله بين الحلال والحرام، وذلك من الإيمان، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله، فإذا أخذ بالإسلام الذي هو التوحيد والإخلاص، وأحل ما أحله الله تعالى وحرم ما حرمه الله تعالى، وأمر بذلك وجاهد عليه، فقد قام بما وجب وبالله التوفيق.

قوله: "فوالله " فيه جواز الحلف على ما أفتى به. قوله: " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " حمر بسكون الميم: الإبل الحمر وهي أنفس الأموال عند العرب، وفيه الترغيب في الدعوة إلى الله وطلب الهداية لمن أراد الله هدايته ليحصل للداعي إلى الحق هذه الفضيلة العظيمة بهداية من اهتدى، فلا ينبغي التفريط في هذه المطالب العالية وبالله التوفيق.

قوله: "يدوكون " أي يخوضون: بين المصنف - رحمه الله تعالى - معنى هذه اللفظة بأن المراد خوض السامعين في هذا الخير وتمني حصوله.


١ البخاري رقم (١٠١٠) في الاستسقاء: باب سؤال الناس الإمام إذا قحطوا , ورقم (٣٧١٠) في فضائل الصحابة: باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه , من حديث أنس رضي الله عنه.
٢ سورة الزخرف آية: ٤٣.

<<  <   >  >>