للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك "١ رواه مسلم.

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية الجن.

الثانية: كونه من الشرك.

الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث؛ لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.

الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره.

الخامسة: أن كون الشيء يحصل به مصلحة دنيوية من كف شر، أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك.

..................................................................................................

استخداما وصدق، هو استخدام من الشيطان له فيصير من خدم الشيطان وعابديه، ولذلك يخدمه الشيطان، لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة، فإن الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يفعل هو به.

قوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} ٢ قال ابن القيم: من شر كل ذي شر، في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره إنسيا أو جنيا أو هامة أو دابة أو ريحا أو صاعقة، أي نوع كان من أنواع البلاء في الدنيا والآخرة، و"ما" هاهنا موصولة ليس إلا، وليس المراد بها العموم الإطلاقي بل المراد التقييدي الوصفي، والمعنى من شر كل مخلوق فيه شر لا من شر كل ما


١ مسلم رقم (٢٧٠٨) في الذكر والدعاء: باب في التعوذ من سوء القضاء، ورواه أيضا أحمد في " المسند " ٦/ ٣٧٧ و ٤٠٩ , والترمذي رقم (٣٤٣٣) في الدعوات: باب ما جاء ما يقول إذا نزل منزلا , وابن ماجه (٣٥٤٧) في الطب: باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه.
٢ سورة الفلق آية: ٢.

<<  <   >  >>