للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسمها بعدما رجع إلى المدينة وهي دار إسلام ولم يقسمها في بدر لأنها كانت دار حرب.١

ويدل على ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لعثمان وطلحة رضي الله عنهما بسهم، فقالا وأجرنا فقال وأجركما، ولم يشهدا وقعة بدر.٢

ويؤكد ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه.٣

وكذلك طلحة رضي الله عنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجسس على خبر عير قريش فكان مشغولا بعمل المسلمين فجعله كمن شهد بدرا لأنه كان في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.٤

فإعطاء النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وطلحة رضي الله عنهما من غنيمة بدر مع كونهما لم يشهدا الغزوة دليل واضح على أن الغنيمة لم تقسم في بدر وإنما قسمها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد رجوعه إليها من الغزوة.


١ المبسوط ١٠/ ١٧، والرد على سير الأوزاعي ص٩، والخراج ص ١٧٦.
٢ أخرجه البيهقي مطولا عن عروة بن الزبير ٩/ ٥٨، وذكره الإمام الشافعي في الأم ٧/ ٣٠٣ بهذا اللفظ. وذكره أيضا أبو يوسف في الرد على سير الأوزاعي ص ٩ بهذا اللفظ.
٣ أخرجه البخاري ٢/١٩٥ باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة.
٤ أخرجه البيهقي ٩/٥٨، وانظر: حاشية الرد على سير الأوزاعي ص٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>