للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي حدث بين المهاجري والأنصاري، المصرح به في حديث جابر بن عبد الله وهذا نصه:

قال البخاري: "حدثنا علي١ حدثنا سفيان قال عمرو: سمعت جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كنا في غزاة - قال سفيان مرة في جيش - فكسع٢ رجل من المهاجرين٣ رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري٤: يا للمهاجرين فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بال دعوى الجاهلية؟ "


١ علي هو ابن المديني وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار.
٢ فكسع: الكسع المشهور فيه: أنه ضرب الدبر باليد أو الرجل. القاموس المحيط ٣/ ٧٨ وفتح الباري ٨/ ٦٤٩، ووقع عند الطبري في هذا الحديث من طريق الحسين ابن واقد لمروزي عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله أن رجلا من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار برجله، وذلك في أهل اليمن شديد الحديث ... تفسير الطبري ٢٨/ ١١٣.
٣ ورد عند ابن إسحاق تسمية المهاجري: بأنه جهجاه بن مسعود الغفاري، أجير لعمر بن الخطاب، والأنصاري: سنان بن وبر الجهني حليف بني عوف بن الخزرج، انظر ص ١٨٨، وسمى ابن حجر المهاجري: جهجاه بن قيس ويقال ابن سعيد الغفاري فتح الباري ٦/ ٥٤٧ و٨/ ٦٤٩.
٤ قال ابن حجر في الفتح ٨/ ٦٤٩: أثناء شرحه لهذا الحديث: "اتفقت الطرق على أن المهاجري واحد، ووقع عند مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر" واقتتل غلامان من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجري: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذا؟ أدعوى الجاهلية"، قالوا: لا، إن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر الحديث ... ثم قال ابن حجر: "ويمكن تأويل هذه الرواية بأن قوله: (من المهاجرين) ، بيان لأحد الغلامين، والتقدير: اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فحذف لفظ غلام من الأول، ويؤيده قوله في بقية الخبر (فنادى المهاجري) فأفرده فتتوافق الروايات"، قلت: هذا التأويل الذي أشار إليه ابن حجر، هو نص الحديث عند مسلم، وهذا لفظه: حدثنا أحمد بن عبد اله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزير عن جابر قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجري أو المهاجرون: يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري: يا للأنصار"، الحديث انظر صحيح مسلم ٨/ ١٩ كتاب البر والصلة والآداب مطبعة المشهد الحسني و ٤/ ١٩٩٨من تحقيق فؤاد عبد الباقي الطبعة الثانية، دار إحياء التراث العربي بيروت- لبنان و٥/ ٤٤٤ (بشرح النووي) مطابع الشعب.
والحديث أيضا عند أحمد بلفظه عند مسلم ٣/ ٣٢٣. ولعل الرواية التي أشار إليها ابن حجر اطلع عليها في نسخة غير هذه النسخ الموجودة بين أيدينا.

<<  <   >  >>