للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا نص الحديث: حدثنا إسماعيل١ قال حدثني مالك عن إسحاق٢ بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس٣ بن مالك رضي الله عنه يقول: "كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة٤ المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما أنزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، [سورة آل عمران، من الآية: ٩٢] ، قام أبو طلحة فقال: "يا رسول الله، إن الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بخ ذلك مال رابح٥، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة: "أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه

٦، هذا لفظ البخاري في التفسير وبين حديث أنس الآخر أن أبا طلحة جعلها لحسان بن


١ إسماعيل هو ابن أبي أويس، وهو إسماعيل بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس المدني، أخطأ في أحاديث من حفظه من العاشرة، (ت٢٢٦) خ م د ت ق. قلت: تابعه يحيى بن يحيى بن بكير التميمي الحنظلي عند مسلم ٣/ ٧٩، كتاب الزكاة.
٢ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني، أبو يحيى، ثقة حجة، من الرابعة، (ت١٣٢) وقيل بعدها، ع. التقريب ١/ ٥٩.
٣ أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، (ت٩٢ وقيل٩٣) ،ع. التقريب١/ ٨٤.
٤ من جهة الشمال تجاه باب عثمان بن عفان مع ميل إلى الغرب.
٥ رويت هذه اللفظة "رايح ورابح ورائح" قال ابن حجر: "رابح من الربح، ورايح أو رائح بمعنى أن أجرها يروح ويغدو عليه. فتح الباري ٣/ ٣٢٦.
٦ البخاري ٦/ ٣١ كتاب التفسير باب {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} و ٢/ ١٠٢ كتاب الزكاة باب الزكاة على الأقارب و٣/ ٩٠ كتاب الوكالة، باب إذا قال الرجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله، و٤/ ٦ كتاب الوصايا باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه و٤/ ٧ باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه و٤/ ١٠ (باب إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز) من كتاب الوصايا و٧/ ٩٥ كتاب الأشربة باب استعذاب الماء ومسلم ٣/ ٧٩ كتاب الزكاة وأبو داود ١/ ٣٩٢ فيه باب في صلة الرحم.

<<  <   >  >>