رضي الله عنهم، واعتماد كل ما يذكر عنهم في كتب المؤرخين لا يتلائم مع الأسس الثابتة في حقهم، فإنهم هم الذين خلد الله عز وجل الثناء عليهم في كتابه الكريم، وهم حملة هذا الإسلام ونقلته، واختارهم الله تعالى لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام.
وقسماً ثالثاً كبيراً جداً يتعلق بتاريخ صدر الإسلام من التابعين والسلف الصالح عامة، فأخذ تاريخ هذه الحقبة الزمنية اعتماداً على كتب التاريخ والأدب القديم، مثل (الأغاني) - أمر يمس تلك الفترة الذهبية في تاريخ الإسلام، ويسيء إلى رجالاتها وأئمة دينها.
ومن هنا كان لزاماً على المؤسسات الإسلامية أن تقدم البديل عن تلك الكتب، مع الاعتراف لها بأنها معادن العلم وخزائنه، إنما نريد تخليص المعادن الكريمة من الشوائب العالقة بها. ويكون تقديم البديل على مرحلتين.
الأولى: توجيه ذوي الاختصاص في علم الحديث والتاريخ للاشتراك في كتابة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتاريخ الإسلام وأحداثه، على ذلك المنهج القويم الذي ابتكره أسلافنا، وطبقوه، للحفاظ على السنة المطهرة أن يُخْرَج منها ما هو منها، أو أن يُدخل فيها ما ليس منها.
المرحلة الثانية: أن تكفل تلك المؤسسات نشر هذه الكتب وتقدمها للناس بأعداد وكميات وفيرة جداً، تغطي على وجود تلك الكتب في المكتبات، لتصرف الناس عنها.
وهذا العمل - ولا ريب - يحتاج إلى أيد عاملة خبيرة وأمينة، جادة دائبة، وإلى نفقات كبيرة ضخمة، وإلى زمن مديد. وكل هذا لا يحول دون السير في هذا المضمار الهام جداً، والذي يؤدي خدمة للإسلام جليلة تؤتي ثمارها، وتظهر آثارها بعد خطوات قليلة.
وكان في نتائج هذه الأيدي العاملة، ودعم المؤسسات الإسلامية لها إخراج هذا الكتاب (مرويات غزوة بني المصطلق) للأستاذ إبراهيم بن إبراهيم القريْبِي الذي تقدم به لنيل العالمية (الماجستير) من قسم الدراسات العليا