للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأورد ابن حجر هذا الاعتراض على حديث مسروق في خمسة من كتبه وبين أن المتصدر في هذا القول هو الخطيب١ البغدادي، وتبعه في ذلك جماعة من العلماء منهم: ابن عبد البر٢ والسهيلي٣ وابن سيد الناس٤ والحافظ المزي٥ والذهبي٦ والعلائي٧ وآخرون.

وذكر أن مما أعل به الخطيب حديث مسروق كون حصين اختلط فلعله حدث به بعد اختلاطه.

وهذا معنى كلام الخطيب قال: "أخرج البخاري عن مسروق عن أم رومان - رضي الله عنها - وهي أم عائشة طرفا من حديث الإفك وهو وهم، لم يسمع مسروق من أم رومان رضي الله عنها لأنها توفيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لمسروق حين توفيت ست سنين"، قال: "وخفيت هذه العلة على البخاري، وأظن مسلما فطن لهذه العلة، فلم يخرج له، ولو صح هذا لكان مسروق صحابيا لا مانع له من السماع من النبي صلى الله عليه وسلم، والظاهر أنه مرسل، قال: ورأيته في تفسير سورة يوسف من الصحيح عن مسروق قال: سألت أم رومان" فذكره، قال: "وهو من رواية حصين عن شقيق، وحصين اختلط فلعله حدث به بعد اختلاطه، وقد رأيته في رواية أخرى٨ عنه عن


١ أورد ذلك في كتابه (المراسيل) ، كما في تهذيب الكمال للمزي٩/١٣١ والإصابة لابن حجر ٤/ ٤٥١ وذكر ابن حجر في الإصابة أيضا أن أبا علي بن السكن سبق الخطيب إلى تعليل رواية مسروق هذه فقال في كتاب الصحابة في ترجمة أم رومان بأنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أشار إلى رواية البخاري عن حصين عن أبي وائل عن مسروق سألت أم رومان ثم قال: "هذا خطأ تفرد به حصين، ويقال إن مسروقا لم يسمع من أم رومان لأنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم". الإصابة لابن حجر ٤/ ٤٥٢.
٢ انظر الاستيعاب ٤/ ٤٤٨- ٤٥٢.
٣ في الروض الأنف ٦/ ٤٤٠.
٤ في عيون الأثر ٢/ ١٠١.
٥ تهذيب الكمال ٩/ ١٣١.
٦ في تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٣٣٦.
٧ في جامع التحصيل في أحكام المراسيل ٢/ ٦٧٤.
٨ هذه الرواية أوردها العلائي في (جامع التحصيل في أحكام المراسيل) فقال: ورواه أبو سعيد الأشج عن ابن فضيل فقال فيه: عن مسروق قال: "سئلت أم رومان وهي أم عائشة فذكر القصة" ٢/ ٦٧٥.

<<  <   >  >>