للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شقيق عن مسروق قال: سئلت أم رومان فلعل قوله في رواية البخاري سألت تصحيف من سئلت". انتهى١.

ثم عقب ابن حجر على هذا بقوله: "وعندي أن الذي وقع في الصحيح هو الصواب والراجح، وذلك أن مستند هؤلاء في انقطاع هذا الحديث٢، إنما هو ما روى علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف أن أم رومان ماتت سنة ست وأن النبي صلى الله عليه وسلم حضر دفنها".

ثم قال ابن حجر: "وقد نبه البخاري في تاريخه الأوسط والصغير على أنها رواية ضعيفة، فقال في (فصل) من مات في خلافة عثمان قال علي بن زيد عن القاسم: ماتت أم رومان زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست"٣.

ثم قال البخاري: "وفيه نظر، وحديث مسروق أسند"٤.

قال ابن حجر: "يعني أصح إسنادا وهو كما قال٥، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقا سمع من أم رومان وله خمس عشرة سنة، فعلى هذا يكون سماعه منها في خلافة عمر بن الخطاب لأن مولد مسروق كان في سنة الهجرة، ولهذا قال أبو نعيم الأصبهاني: "عاشت أم رومان بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا".

ثم قال ابن حجر: "ومما يدل على ضعف رواية علي بن زيد بن جدعان:


١ هدي الساري مقدمة فتح الباري، ص ٣٧٣.
٢ يعني حديث مسروق.
٣ هذه الرواية لعلها في التاريخ الأوسط، أما في التاريخ الصغير ففيه أن أم رومان توفيت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بدون تحديد. انظر التاريخ الصغير للبخاري، ص ٢٢.
٤ المصدر السابق، ص ٢٢.
٥ وقال في الإصابة ٤/ ٤٥٢ أثناء رده على الخطيب ومن تبعه: "وأول من فتح هذا الباب صاحب الصحيح - يعني البخاري - فإنه ذكر رواية مسروق ورجحها على رواية علي بن زيد"، قال ابن حجر: "وهو كما قال، لأن مسروقا متفق على ثقته"، وعلي بن زيد متفق على سوء حفظه".
قلت: وقال البخاري وأبو حاتم وابن خزيمة: "لا يحتج به". انظر ميزان الاعتدال ٣/ ١٢٧- ١٢٩.

<<  <   >  >>