للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأهمها علم الإسناد، ولا أدعي أنني قد توفرت لدي هذه الوسائل، فذلك أمر دونه خرط القتاد١.

ولكن حاولت جهد طاقتي بوسائلي المتواضعة أن أجرد نفسي للكتابة في هذه الغزوة، فإن أكن أصبت فالحمد لله، وإن أخطأت فإنني أرجو ممن عثر على خطأ أن يسدده وينبهني عليه، فإنني قليل البضاعة في هذه المسالك العلمية.

سبب اختياري لهذه الغزوة:

أما سبب اختياري غزوة بني المصطلق موضوعاً لرسالتي فأجمله فيما يلي:

١-أن هذه الغزوة من أهم الغزوات خطورة في حياة المسلمين في عهدهم الأول، لأنها كانت مرتعاً خصباً للمنافقين حيث اتخذوا فيها صنوفاً من الكيد للإسلام والمسلمين ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فقد حاولوا تمزيق وحدة المسلمين بإيجاد الشقاق بين المهاجرين والأنصار، وإعادة النعرة٢الجاهلية، كما وقعت فيها حادثة الإفك التي كان الهدف من إثارتها زعزعة اليقين في ساحة النبوة ونشر البلبلة في صفوف المسلمين بإثارة العصبية القبلية، كما حصل بين قبيلتي الأوس والخزرج، فلهذه الغزوة إذاً أهمية خاصة لما تشتمل عليه من الأحداث الجسام التي كانت في عهد الإسلام الأول.

٢-تعدد الروايات وكثرتها بحيث تستحق أن تفرد ببحث خاص بها يحقق ما جاء فيها ويجمعها في موضوع واحد من مظانها الكثيرة.

٣-أن هذه الغزوة تشتمل على مباحث علمية وأحكام شرعية كثيرة، بعضها


١ هو مثل يضرب للأمر الذي دونه مانع، والخرط: هو قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفك، والقتاد: شجر له شوك أمثال الإبر. مجمع الأمثال ١/٢٦٥،رقم المثل ١٣٩٥.
٢ النعرة: كهمزة: الخيلاء والكبر، والنعرة أيضاً: ذباب أزرق يلسع الدواب وربما دخل أنف الحمار فيركب رأسه، ولا يرده شيء، سميت بذلك لنعيرها وهو صوتها، ثم استعيرت للنخوة والأنفة والكبر.
انظر: لسان العرب ٧/٧٩، وانظر القاموس المحيط ٢/١٤٥.

<<  <   >  >>