للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكسبه خبرة جغرافية وأدبية، فتهيأ له أن يؤلف هذا المعجم الواسع ليحدد به مواقع البلدان وما يتصل بها من أحداث وعلوم، فكان كتابه شاملاً للجانب الجغرافي والأدبي والعلمي، ونظراً لأن ياقوتا الحموي يعتمد عدداً ضخماً من المؤلفات المتقدمة عليه، بعضها من مؤلفات القرن الثالث الهجري، والبعض الآخر متأخر، فإن الاعتماد عليه يحتاج إلى تدقيق كبير لمعرفة وصف المكان كما كان عليه وقت الأحداث وتمييز ما طرأ عليه من تغير في زمن تصنيف المؤلفات المتأخرة.

والكتاب ديوان ضخم في هذا الباب اتخذه العلماء منهلاً عذباً ومرجعاً هاماً في موضوعه.

ولذا فقد أخذت منه كثيراً واعتمدته مرجعاً في بابه، ومؤلفه عالم جليل وأديب كبير ضمّن كتابه هذا علوماً جمة وسدّ ثغرة علمية مهمة أفادت الباحثين في كل الأزمنة التي تلته.

وقد رُمي ياقوت الحموي بالنصب* بسبب منازعة جرت بينه وبين شخص بغدادي في دمشق في علي بن أبي طالب رضي الله عنه فبدر من كلامه ما لزم منه أنه نسب إلى رأي الخوارج في التعصب على علي رضي الله عنه، ولكن هذه التهمة لم تثبت عن ياقوت رحمه الله وذلك لأنه يذكر في كتبه فضائل الإمام علي بن أبي طالب ولم يبدر منه فيها ما يؤيد نسبة النصب إليه، حتى قال ابن حجر: "لم أر في شيء من تصنيفه التصريح بالنصب، بل يحكي فيها فضائل علي ما يتفق ذكره"١.

وكانت وفاة ياقوت سنة ٦٢٦?ـ، وأما ولادته فلم يعلم عنها شيء على وجه التحديد.

وهناك مراجع كثيرة استعنت بها في هذه الناحية الجغرافية لا يتسع المقام لتحليلها كلها.


(*) النصب هو: عداوة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والنواصب طائفة من الخوارج.
١ لسان الميزان ٦/٢٤٠.

<<  <   >  >>