للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الآية: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: ١-٢] ، ووردت أحاديث في الصحيح (١) وغيرهما من عدة طرق تثبت وقوع هذه المعجزة.

بل كل ما حكاه القرآن من قصص الأنبياء والأمم الماضية، وما جاء فيه من أمور علمية أكدها العلم الحديث (٢) ، هي من المعجزات الدالة على أنه وحي من الله.

ثم إن المعجزات الأخرى التي وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما وقع لأي نبي من أنبياء الله المرسلين عليهم الصلاة والسلام. وممن جمعها فأوعى أكثر من غيره الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتابه: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، الجزء التاسع، في تسعمائة صفحة، وستة أبواب من الجزء الثامن، والإمام البيهقي، في كتابه الموسوعي: دلائل النبوة، في ثمانية مجلدات، والإمام السيوطي، في كتابه: الخصائص الكبرى، في مجلدين، وأبو نعيم الأصبهاني، في جزأين.

إن معظم مرويات المعجزات صحيحة، وقد ألف بعض الباحثين المحدثين كتباً جمع فيها الصحيح من دلائل النبوة (٣) .

وهل سيصدق بودلي بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذا قال إنه أتى بمعجزات؟ وأيهما أقوى وأبلغ في التصديق: القول أم الفعل؟ بالتأكيد الفعل أقوى وأبلغ في


(١) البخاري (٣٦٣٦ـ٣٦٣٧ و ٣٦٣٨) ؛ مسلم (٢٨٠٠و ٢٨٠١ و ٢٨٠٢و ٢٨٠٣) .
(٢) انظر في هذا: موريس بوكاي: الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.
(٣) انظر: الوادعي: المسند الصحيح من دلائل النبوة.

<<  <   >  >>