[هـ] وما يسمى «بالإلحاد العلمي» وتعبيره عن إنكار الألوهية عن طريق ادعاء: أن المنهج العلمي يثبت: أن الله خرافة .. وأن الدين مخدر تخدر به الشعوب الكادحة (!!) عن طريق رجال الدين لحساب الأثرياء من أصحاب رؤوس الأموال، وإقطاع الأراضي الزراعية. أي منهج علمي يثبت ذلك؟ أهو منهج المادية الذي يجعل العقل تابعًا للبدن وظاهرة من ظواهره؟ فهل الله ظاهرة من ظواهر المادية وليس له وجود مستقل؟ وأية مادة هي التي تعتبر الله ظاهرة لها؟.
أهو منهج علم الاجتماع الذي يجعل الروابط بين الأفراد والمجتمع قوانين حتمية تلزم بها الأفراد؟. كما يجعل المجتمع مصدر الحركة والفاعلية في مصير الأفراد أنفسهم؟.
أي المجتمع في وجوده السابق المدعى والمستقبل عن الأفراد؟ أليس المجتمع ظاهرة تتبع الأفراد في تجمعهم وفي اتجاههم، دون أن يكون صاحب وجود مستقل؟.
وما يسمى بالمنهج العلمي في هذا المجال هو منهج الرغبة والهوى ممن هم أصحاب مصلحة في مطاردة الدين ورجاله، كي تفقد الجماهير سندها في الحياة وعندئذٍ تكون قيادتها هينة. إنه على أية حال ليس منهج الواقع والتجربة هو منهج الماركسية والغوغائية.
[و] وفي علاقة العلم والدين: يثار الادعاء بأن قضايا الدين غيبية وليست تجريبية أي لا تقع تحت إدراك الإنسان الحسي حتى يستطيع أن يخضعها للتجربة. والعلم نتيجة التجربة وحدها واليقين صفة من صفات العلم.