عند الاختيار إلى عنصره وموطنه، وبالأخص في الوظائف الدولية إذ لا مانع - وليست هناك فضاضة أيضًا - في أن يتولى يهودي في مؤسسة دولية مصلحة أي بلد عربي أو إسلامي طالما هذا اليهودي يحمل جواز سفر من الدولة التي يمثلها.
وكلما استع نطاق «العالمية» وانتشر مفهومها الواسع بين الأعضاء، وفي الأعمال التي يؤدونها تحت هذا المفهوم: كلما خف الضغط الوطني في أي مجتمع في نظرته إلى اليهودية كأقلية منبوذة في المجتمع. فالمعروف أن هجرة اليهود من كنعان بعد اضطهاد الرومان لهم جعلتهم أقليات مختلفة في روسيا، وفي أوروبا الشرقية، أو البلقان. ولم يكن لهم استقرار في الأوطان التي هاجروا إليها، بسبب نظرة الوطنيين إليهم، وهي نظرة تنطوي على التحقير والازدراء بهم. وهذه النظرة كانت تدفع الأقليات اليهودية في أي مجتمع إما إلى التسرب إلى مجتمع آخر تقل فيه نظرة الاحتقار .. وإما إلى جمع المال عن طريق الربا والتجارة .. وإما إلى تحصيل المعرفة. فإذا حصل بعضهم ثروة كبيرة، أو حصل معرفة واسعة أمكنه أن يعيش بين الوطنيين دون أن يحس باحتقارهم وازدرائهم به.
ومن هنا كان اليهود فيما بعد من أصحاب رؤوس الأموال في الصناعة بعد الثورة الصناعية، كما كانوا أصحاب علم في الجامعات الأوروبية، ولم تزل لهم سيادة في هذه المجتمعات: إما عن طريق المال، أو طريق العلم.
وبجانب تفكير العقلية اليهودية العالمية في تحصيل المال، والعلم،